وعدتك ... ألا أعود .. وعدت ..! القصيدة الرائعة التي كتبها الشاعر نزار قباني ولحنها كاظم الساهر وغنتها ماجدة الرومي لا خلاف أن اجتماع هذا الثلاثي المميز يعني إنتاج عمل فني من الطراز الأول .. ,هذا ما حدث بالفعل. كلمات القصيدة الأصلية هى تحفة أدبية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، كعادة الشاعر العبقري نزار قباني ثم لونها القيصر كاظم الساهر بألحانه ونغماته فحولها إلى لوحة تموج فيها المشاعر ثم قدمها الصوت العذب والشجي بلحنه ورونقه الخاص - للرائعة ماجدة الرومي فشكرا لهم على تقديم هذا النوع الراق من الفن فى زمن قلما نجد فيه فنا حقيقيا.
نترككم مع كلمات القصيدة وعدتك أن لا أحبك ....ثم أمام القرار الكبير ...جبنت .. وعدتك أن لا أعود ..وعدت ... وعدتك أن لا أموت إشتياقا ...ومت .. وعدت مرارا ..وقررت أن أستقيل ... مرارا .. ولا أذكر أني إستقلت .. وعدت بأشياء أكبر مني ...فماذا غدا ستقول الجرائد عني .. أكيد .. ستكتب أني جننت ..أكيد ... ستكتب أني إنتحرت ... وعدتك أن لا أكون ضعيفا ..وكنت ... وعدتك أن لا أقول بعينيك شعرا ..وقلت .. وعدت ...بأن لا ... وأن لا ..وأن لا ... وحين إكتشفت غبائي ...ضحكت ... وعدتك أن لا أبالي ...بشعرك حين يمر أمامي ... وحين تدفق كالليل فوق الرصيف ...صرخت .. وعدتك أن أتجاهل عينيك ...مهما دعاني الحنين .. وحين رأيتهما تمطران نجوما ...شهقت .. وعدتك أن لا أوجه ..أية رسالة حب إليك .. ولكنني رغم أنفي ... كتبت ... وعدتك أن لا أكون بأي مكان ...تكونين فيه .. وحين عرفت بأنك مدعوة للعشاء ..ذهبت .. وعدتك أن لا أحبك ...كيف ؟... وأين ؟ ... وفي أي يوم وعدت ؟؟؟... لقد كنت أكذب ..من شدة الصدق ... والحمدلله أني كذبت ... وعدت بكل برود .. وكل غباء ...بإحراق كل الجسور ورائي ... وقررت بالسر ..قتل جميع النساء ... وأعلنت حربي عليك ...وحين رأيت يديك المسالمتين ...إختجلت ... وعدت ...بأن لا ... وأن لا ... وكانت جميع وعودي ...دخانا وبعثرته في الهواء ... وعدتك أن لا أتلفن ليلا ...وأن لا أفكر فيك إذا تمرضين ... وأن لا أخاف عليك ....وأن لا أقدم وردا .. وأن لا أبوس يديك ..وتلفنت ليلا على الرغم مني ... وأرسلت وردا على الرغم مني ...وبستك من بين عينيك ...حتى شبعت ... وعدت ..بأن لا ...وأن لا ..وحين إكتشفت غبائي ...ضحكت ... وعدت بذبحك خمسين مرة ....وحين رأيت الدماء تغطي ثيابي .. تأكدت بأني الذي ...قد ذبحت ... فلا تأخذيني على محمل الجد ... مهما غضبت ... ومهما إنفعلت ... ومهما إشتعلت ... ومهما إنطفأت .. لقد كنت أكذب .. من شدة الصدق .. والحمد لله أني كذبت ... وعدتك أن أحسم الأمر فورا ..وحين رأيت الدموع ..تهرهر من مقلتيك ... إرتبكت .. وحين رأيت الحقائب في الأرض ...أدركت أنك لا تقتلين ...بهذه السهوله .. فأنت البلاد ... وأنت القبيله ..وأنت القصيدة قبل التكون ..أنت الطفوله ... وعدت بإلغاء عينيك ...من دفتر ذكرياتي .. ولم أكن أعلم ..أني ألغي حياتي .. ولم أكن أعلم أنك ...رغم الخلاف الصغير أنا ..وأنني أنت ... وعدتك أن لا أحبك ...ياللحماقة ..ماذا بنفسي فعلت .. لقد كنت أكذب من شدة الصدق ... والحمدلله أني كذبت .. وعدتك أن لا أكون هنا ...بعد خمس دقائق .. ولكن إلى أين أذهب ؟؟ ..إن الشوارع مغسولة بالمطر ... إلى أين أدخل ؟؟..إن مقاهي المدينة ...مسكونة بالضجر .. إلى أين أبحر وحدي ؟؟...وأنت البحار ... وأنت القلوع ..وأنت السفر ... فهل من الممكن أن أظل ...لعشر دقائق أخرى ...لحين إنقطاع المطر ... أكيد بأني سأرحل ... بعد رحيل الغيوم .. وبعد هدوء الرياح ... وإلا فسأنزل ضيفا عليك ... إلى أن يجيء الصباح ... وعدتك أن لا أحبك ...مثل المجانين ...فى ... المرة الثانية وأن لا أهاجم مثل العصافير ...أشجار تفاحك العالية .. وأن لا أمشط شعرك ..حين تنامين ... ياقطتي الغالية ... وعدتك أن لا أضيع ...بقية عقلي .. إذا ماسقطت على جسدي ...نجمة حافية ... وعدت بكبح جماح جنوني ...ويسعدني أنني لا أزال ..شديد التطرف حين أحب .. تماما كما كنت .. في السنة الماضية ..وعدتك أن لا أخبئ ...وجهي بغابات شعرك ... طيلة عام .. وأن لا أصيد المحار ...على رماد عينيك ... طيلة عام ... فكيف أقول كلاما سخيفا ...كهذا الكلام ... وعيناك داري ... ودار سلام .. وكيف سمحت لنفسي ...بجرح شعور الرخام ... وبيني وبينك ...خبز ... وملح ..وشدو حمام .. وأنت البداية في كل شيء ...ومسك الختام ... وعدتك أن لا أعود ...وعدت ... وأن لا أموت إشتياقا ....ومت... وعدت بأشياء أكبر مني ...فماذا بنفسي فعلت ... لقد كنت أكذب ...من شدة الصدق .. والحمد لله ... أنني كذبت. |
|
|
|
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.